روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني
الآلوسي
روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني
نبذة عن الكتاب

يصنف هذا التفسير كموسوعة قيمة في التفسير جمعت بين التفسير بالرأي والتفسير بالمأثور. وهذا التفسير قد أفرغ فيه مؤلِّفه وسعه، وبذل جهده، حتى أخرجه للناس تفسيرا جامعا، لآراء السلف رواية ودراية، ومشتملا على أقوال الخلف بكل أمانة وعناية، فهو تفسير -و الحق يقال- جامع لخلاصة ما سبقه من التفاسير. ثم إن المؤلف رحمه الله إذ ينقل من تفاسير من سبقه من المفسرين، لم يكن مجرد ناقل فحسب، بل كان يُنَصِّب من نفسه حكماً عدلاً، على كل ما ينقل، ويجعل من نفسه ناقداً مدققاً وممحصاً لكل رأي وقول، ثم هو بعدُ يُبدي رأيه حراً فيما ينقل. ومن أسلوبه أنه كثيرا ما يفند آراء المعتزلة وغيرهم من أصحاب المذاهب المخالفة لمذهبه، ثم إنه يستطرد إلى الكلام في الأمور الكونية، ويذكر كلام أهل الهيئة وأهل الحكمة، ويقر منه ما يرتضيه، ويفند ما لا يرتضيه. ويستطرد كذلك في الصناعة النحوية. ثم إنه إذا تكلم عن آيات الأحكام فإنه لا يمر عليها إلا إذا استوفى مذاهب الفقهاء وأدلتهم، مع عدم تعصب منه لمذهب بعينه. وهو شديد النقد للإسرائيليات والأخبار المكذوبة التي حشا بها كثير من المفسرين تفاسيرهم وظنوها صحيحة، مع سخرية منه أحيانا. وهو يعرض لذكر القراءات، ولكنه لا يتقيد بالمتواتر منها، كما أنه يعنى بإظهار وجه المناسبات بين السور كما يعنى بذكر المناسبات بين الآيات، ويذكر أسباب النزول للآيات التي أنزلت على سبب، وهو كثير الاستشهاد بأشعار العرب على ما يذهب إليه من المعاني اللغوية. ويلاحظ على مؤلِّفنا أنه كان كثيراً ما يتعقب الرازي في العديد من المسائل الفقهية، ويخالفه الرأي فيها...لكن إن استصوب رأياً لبعض من ينقل عنهم انتصر له، ونافح عنه بكل ما أوتى من قوة. لكن مما يؤخذ على الآلوسي أنه كان مترددًا في مسائل الأسماء والصفات بين مذهبي السلف والخلف؛ فهو أحيانًا يميل إلى مذهب السلف ويقرره وينسب نفسه إليه، كما فعل عند تفسيره لصفة الحياء، في قوله تعالى: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا} (البقرة:26). وأحيانًا أخرى نجده يميل لمذهب الأشاعرة وينتصر لهم، كما فعل عند تفسيره لصفة الكلام، في قوله تعالى: {منهم من كلم الله} (البقرة:253) ونحن في حين ثالث نجده يُظهر نوعًا من التحفظ وعدم الصراحة الكاملة، كما فعل عند حديثه على صفة الفوقية، في قوله تعالى {يد الله فوق أيديهم} (الفتح:10) وفي حين آخر نجده يقرر مذهب السلف والخلف ويرجح مذهب الخلف، كما فعل في صفة الاستواء في قوله تعالى: {الرحمن على العرش استوى} (طـه:5) وهكذا نجده متردداً رحمه الله بين مذهب السلف والخلف؛ ولأجل هذا عدّه بعضهم من أصحاب التفسير بالمعقول.