هو المؤرخ العربي والعلامة أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت المعروف بالخطيب البغدادي، ولد 24 جمادى الآخرة 392 هـ، في قرية هَنِيقيا قرب المدائن، ونشأ في دَرْزِيجانَ، وهي قرية تقع جنوب غرب بغداد. كان أبوه خطيب وإمام دَرْزِيجانَ لمدة عشرين عاما. اهتم أبوه به اهتماما كبيرا فكان شديد الحرص على إرساله لمن يعلمه القرآن والآداب المختلفة وعندما انتهى من تعلم مبادئ العلم في قريته صار يتردد على حلقات العلم في بغداد والتي كانت في ذلك الوقت منار العلم ومركزه في العالم الإسلامي. بعد أن انتهى الخطيب البغدادي من التعلم في بغداد انتقل للبصرة وهو في العشرين من عمره والتقى بعلمائها الكبار وأخذ عنهم، ثم عاد إلى بغداد في السنة نفسها، وفي تلك الأثناء كان اسمه قد بدأ في الانتشار والشيوع، ثم عاود الرحلة بعد مضي ثلاث سنوات على رحلته الأولى، واتجه إلى نيسابور بمشورة شيخه أبي بكر البرقاني عام 415 هـ ، فمكث فيها وأخذ عن شيوخها، وفي عام 421هـ، ارتحل إلى أصبهان، وأتصل بأبي نعيم الأصبهاني صاحب "حلية الأولياء"، فلازمه وروى عنه، كما روى عن عدد من العلماء والمحدثين، وأخذ عنهم رواياتهم، وكر راجعا إلى بغداد، وأستقر فيها مدة طويلة. وتنقل بعدها بين دمشق وصور وبيت المقدس والعديد من مدن بلاد الشام. وبعد عودته من الشام إلى بغداد قام بالتدريس في حلقته بجامع المنصور، وأجتمع حوله طلابه وأصحابه حتى توفي فيها عام 463 هـ. وله العديد من المؤلفات التي تبلغ حوالي ستة وخمسين مصنفا من أشهرها: الكفاية في علم الرواية، والجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع، والفقيه والمتفقه، والاحتجاج بالشافعي، وغنية الملتمس إيضاح الملتبس، وشرف أصحاب الحديث، وذكر الجهر بالبسملة مختصرا، وغيرها الكثير. ومن أشهر شيوخه الذين أخذ عنهم العلم وسمع منهم وقرأ عليهم أبو نعيم الأصبهاني، وابن شهاب العكبري، وأبو الحسن بن رزقويه، والبرقاني، وأبو حامد الإسفراييني، وصاعد بن محمد الاستوائي، وأبو القاسم الأزهري، وأبو سعد السمان، وعدة. ومن أشهر تلاميذه الماوردي، وممس اللاكزي، وأبو الغنائم النرسي.