ابن عبد البر

والملقب بـ

هو الإمام شيخ الإسلام حافظ يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري القرطبي المالكي، أبو عمر. ولد في أسرة من بني النمر بن قاسط في 25 ربيع الآخر عام 368هـ، وكان والده عبد الله فقيهًا ومن أهل العلم في قرطبة. نشأ في قرطبة وتعلم الفقه والحديث والتاريخ واللغة فصار من كبار حفاظ الحديث ومؤرخ عظيم وله جاه في علم الأنساب والأسانيد والرجال، وكان ابن عبد البر في بدايته ظاهريًا، ثم تحول إلى المالكية وقد يميل في بعض المسائل للشافعية، كما يقال له حافظ المغرب. وهو صاحب "التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد" الذي قال عنه ابن حزم: (وهو كتاب لا أعلم في الكلام على فقه الحديث مثله، فكيف أحسن منه؟).درس على يد العديد من شيوخ قرطبة وغيرها، ومنهم؛ أبي محمد عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أسد الجهني، وأبي عمر أحمد بن محمد بن الجسور وأبي عمر أحمد بن عبد الله الباجي، وأبي الوليد بن الفرضي الذي أخذ عنه الكثير من علم الحديث كما قرأ عليه مسند مالك، وخلف بن القاسم، وعبد الوارث بن سفيان، وعبد الله بن محمد بن عبد المؤمن فسمع منه سنن أبي داود و(الناسخ والمنسوخ) لأبي داود ومسند أحمد، ومحمد بن عبد الملك بن ضيفون فقرأ عليه تفسير محمد بن سنجر، وعبد الله بن محمد بن أسد الجهني، ويحيى بن وجه الجنة، وأحمد بن فتح الرسان، وسعيد بن نصر، والحسين ابن يعقوب البجاني، وأبي عمر أحمد بن الحسور، وعِدَّة. كما أجاز له من ديار مصر أبو الفتح بن سيبخت صاحب البغوي، وعبد الغني بن سعيد الحافظ، ومن الحرم أجاز له أبو الفتح عبيد الله السقطي، وعلي بن عبد الله بن موهب الجذامي. وتتلمذ على يده وحدث عنه كُثر، أبرزهم؛ وأبو عليّ الغسّاني، وأبو محمد بن أبي قحافة، وأبو الحسن ابن مفو، وأبو بحر سفيان بن العاص، وأبو عبد الله الحميدي، وأبو داود سليمان بن أبي القاسم المقرئ، ومحمد بن فتوح الأنصاري، أبو العباس الدلائي، وآخرون. وله مؤلفات في مختلف العلوم، منها؛ التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، والدرر في اختصار المغازي والسير، و"الكافي" على مذهب مالك خمسة عشر مجلداً، والبيان في تلاوة القرآن، و(الاستيعاب في معرفة الأصحاب) الذي قال عنه الضبي في كتابه "بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس": (هو كتاب في أسماء المذكورين في الروايات والسير والمصنفات من الصحابة رضي الله عنهم والتعريف بهم وتلخيص أحوالهم ومنازلهم وعيون أخبارهم على حروف المعجم في أربعة أسفار، وهو كتاب حسن كثير الفائدة، رأيت أهل المشرق يستحسنونه جدًا ويُقدّمونه على ما ألف في بابه)، بهجة المجالس وأنس المجالس بما يجري في المذكرات من غرر الأبيات ونوادر الحكايات، والانتقاء لمذاهب الثلاثة العلماء مالك وأبي حنيفة والشافعي، والأجوبة الموعبة في الأسئلة المستغربة، والفرائض، وغيرها. يقول قال أبو علي بن سكرة: سمعت أبا الوليد الباجي يقول: لم يكن بالأندلس مثل أبي عمر بن عبد البر في الحديث، وهو أحفظ أهل المغرب. وارتحل في حياته ما مبين غرب الأندلس وشرقها، وتولى القضاء في لشبونة وشنترين، وتوفي رحمة الله عليه بشاطبة عام 463هـ.

كتب المصنف في الموقع