هو الفقيه المحدث أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن سعيد التجيبي المصري المالكي، المعروف بابن النحاس مسند الديار المصرية في وقته ومحدثها. ولد سنة 323هـ بمصر، ونشأ بها، واهتم بالعلم الشرعي منذ صغره، وبدأ يتردد على مجالس العلماء ويتلقى الحديث والفقه وغيرهما، فأول سماعه كان في 332هـ، حينما كان عمره ثماني سنين فقط، وحج سنة 399هـ وجاور مكة المكرمة وسمع من ابن الأعرابي شيخ الحرم في وقته فأكثر عنه حتى صار من أبرز تلاميذه وقد روى عنه المعجم. وواظب ابن النحاس بالجد والاجتهاد على طلب علم الحديث والفقه وبرع فيه، فهو كما قال الإمام الذهبي: "الشيخ الإمام الفقيه المحدث الصدوق، مسند الديار المصرية". سمع الشيخ بمكة المكرمة وبمصر من خلق كثير لا يمكن حصرهم، أبرزهم أحمد بن بهزاد السيرافي مسند مصر، وأحمد بن عبد الله بن الحسن، وأحمد بن محمد بن فضالة الدمشقي، وسليمان بن داود العسكري، والفضل بن وهب، ومحمد بن بشر، ومحمد بن وردان العامري، وغيرهم. ومن أبرز تلامذته، إبراهيم بن سعيد بن عبد الله، أبو إسحاق الحبال، وأحمد بن أبي نصر، والحسين بن أحمد العداس، وخلف بن أحمد، وعبد الرحيم بن أحمد بن نصر البخاري، وعبيد الله بن سعيد بن حاتم، أبو نصر السجزي. واشتهر له مصنفان، أولهما مشيخة: وهي جزأين كما ذكره الذهبي، وكتاب في رؤية الله تعالى. وتوفي الشيخ عام 416هـ.