إعراب القرآن
ابن النحاس
إعراب القرآن
نبذة عن الكتاب

تبرز أهمية هذا الكتاب أنه أول كتاب وصل إلينا بهذا العمق وهذه المادة العلمية الغزيرة؛ حيث حشد ابن النحّاس الكثير من أقاويل علماء اللغة التي أخذها عن مشايخه أو من الكتب التي كانت بين يديه لمن سبقه. وقد اعتمد الكتاب آراء أعلام المذهب البصري في النحو واللغة والقراءات مثل: أبي عمرو بن العلاء، ويونس، وقطرب، والأخفش سعيد بن مسعدة، وأبي عبيدة، وأبي عمرو الجرمي، وابن الأعرابي، والمازني، وأبي حاتم السجستاني، والمبرّد ومحمد ابن الوليد ولّاد، وأبي إسحاق الزجاج، بالإضافة إلى الخليل بن أحمد وأبي الخطّاب الأخفش وسيبويه. وكذلك عرض ابن النحاس آراء النحاة واللغويين الكوفيين فكان يعرض آراء هؤلاء إلى جانب آراء البصريين فيرجّح مرّة ويترك الآراء دون ترجيح أحيانا. ومن الكوفيين: الكسائي وثعلب والفراء ومحمد بن حبيب ومحمد بن سعدان وابن السكيت ونفطويه وابن رستم. وابن النحاس من النحويين الذين حاولوا أن يجمعوا بين المذهبين البصري والكوفي؛ فقد كان شيوخه من المذهبين وكذلك مصادره، وله مصنف في مسائل المذهبين سماه (المقنع في اختلاف البصريين والكوفين)؛ فثقافته الواسعة وروايته الغزيرة لأقوال علماء المذهبين جعله يقف من النحاة مواقف مستقلة في كثير من المسائل، فكان يذكر في المسألة أقوالا لعلماء المذهبين ثم يختار أو يفضل قولا بصريا أو كوفيا أو يقبلها جميعا. يقول المصنف عن هدفه من كتابه: "هذا كتاب أذكر فيه إن شاء الله إعراب القرآن، والقراءات التي تحتاج أن يبيّن إعرابها والعلل فيها ولا أخليه من اختلاف النحويين وما يحتاج إليه من المعاني وما أجازه بعضهم ومنعه بعضهم وزيادات في المعاني وشرح لها، ومن الجموع واللغات، وسوق كلّ لغة إلى أصحابها". وكان من منهجه أن اعتمد الأنواع الثلاثة من الشواهد وهي: الشعر (عدد الشواهد ٦٠٢) وهي موزّعة على العصر الجاهلي والإسلامي والأموي، والحديث النبوي (عدد الشواهد ١٦٧)، والأمثال والأقوال الأخرى. وقد استعان المصنف بكثير من كتب اللغويين مثل كتاب سيبويه، وكتاب العين للفراهيدي، وكتاب المسائل الكبير للأخفش سعيد بن مسعدة، وكتاب معاني القرآن للزجاج، وكتاب ما ينصرف وما لا ينصرف للزجاج، وكتاب معاني القرآن للفرّاء، وكتاب المصادر في القرآن للفرّاء، والمقصور والممدود للفراء، وكتاب القراءات لأبي عبيد القاسم بن سلام، وكتاب القراءات لابن سعدان النحوي، وكتاب الغريب المصنّف لأبي عبيد.