منصور البهوتي

والملقب بـ

هو أبو السعادات منصور بن يونس بن صلاح الدين البُهُوتِيّ، شيخ الحنابلة بمصر، وخاتمة علمائهم بها، والبهوتي نسبة إلى بُهُوت، وهي إحدى قرى مركز نبروه بمحافظة الدقهلية.ولد منصور البهوتي سنة 1000 هـ، والبهوتي نسبة إلى قرية بُهوت من قرى مركز نبروه بالدقهلية بمصر. كان فقيها متبحرا وأصوليا ومفسّرا، وتعمق في دراسة المذهب الحنبلي حتى صار شيخ الحنابلة بمصر. تولى الإفتاء والتدريس بمصر، وكان غزير الإفادة والاستفادة، عالما وعاملا بعمله، ورعا سخيا كثير العبادة، وكان ممن انتهى إليه الإفتاء والتدريس، وكان شيخا له مكارم دارة، وكان في كل ليلة جمعة يجعل ضيافة ويدعو جماعته من المقادسة، وإذا مرض أحد عاده وأخذه إلى بيته ومرَّضه إلى أن يشفى، وكانت تأتيه الصدقات فيفرقها على طلبة العلم ولا يأخذ منها شيئا. ذاع صيته، ورحل الناس إليه من الشام ونجد والأراضي المقدسيّة وغيرها لأخذ مذهب الإمام أحمد بن حنبل، وكان صارفا أوقاته في تحرير المسائل الفقهية، وقد رحل الناس إليه من الآفاق لأجل أخذ مذهب الإمام أحمد عنه، فرحل إليه الحنابلة من الديار الشامية، والنواحي النجدية، والأراضي المقدسية، والضواحي البعلية.وأخذ عنه أكثر المتأخرين من علماء الحنابلة، منهم: عبد القادر ابن محيي الدين المشهور بالدنوشري، ومرعي بن يوسف الكرمي، وجمال الدين يوسف بن محمد الشهير بالفتوحي، وعبد الله بن عبد الوهاب بن مشرف الوهيبي التميمي، وياسين بن علي بن أحمد اللبدي الحنبلي، وعبد الباقي بن عبد الباقي بن عبد القادر الحنبلي، ومحمد بن أحمد بن علي البهوتي الحنبلي، وصالح بن حسن بن أحمد بن علي البهوتي الأزهري، وعبد الحق اللبدي، ومحمد أبو المواهب، ويوسف البهوتي.وأخذ البهوتي العلم عن جماعة من علماء عصره، منهم: الإمام يحيى بن موسى بن أحمد بن موسى بن سالم بن عيسى ابن سالم الشهير بابن الحجاوي، وعبد الله بن عبد الرحمن بن علي بن محمد الدنوشري الشافعي، ومحمد بن أحمد المرداوي الحنبلي، وعبد الرحمن بن يوسف بن علي الملقب بزين الدين بن القاضي جمال الدين ابن الشيخ نور الدين البهوتي الحنبلي المصري، والشهاب أحمد الوارثي الصديقي، وعلي الحلبي، ويوسف البهوتي.اتجه البُهوتي إلى تحقيق المذهب الحنبلي وتحرير مسائله، وصنّف فيه عدة كتب منها: "الروض المُرْبِع شرح زاد المُستَقْنِع" للشرف الحجاوي (960هـ)، واقتصر فيه على القول الراجح في المذهب الحنبلي، و"كشّاف القناع عن متن الإقناع" للحجاوي أيضا، وهو من أفضل ما كتب في المذهب الحنبلي، وعليه الفتوى والاعتماد في القضاء وقد طبع بمكة في ست مجلدات، و"دقائق أولي النهى لشرح المنتهى" لابن النجار الفتوحي (974هـ)، في فروع الفقه الحنبلي، و"المنتهى" عمدة المتأخرين في المذهب، وعليه الفتوى أيضا، و"المنح الشافية في شرح نظم المفردات" لمحمد بن علي المقدسي، وهو في مسائل الإمام أحمد التي انفرد بها عن الأئمة، وغيرها من المؤلفات.توفي البُهوتي بمصر، ودفن في تربة المجاورين بالقاهرة، وقال تلميذه وابن أخته الشيخ محمد بن أحمد الخلوتي: (مرض من يوم الأحد، خامس شهر ربيع الثاني، ومات يوم الجمعة عاشره من سنة 1051 هـ، وكانت ولادته على رأس الألف، فعمره إحدى وخمسون سنة، كسنة وفاته، رحمه الله ورفعه من الفردوس أعلى غرفاته). وذكر عامة من ترجم له أنه توفي سنة 1051 هـ، رحمه الله رحمة واسعة.

كتب المصنف في الموقع