هذا الكتاب شرح لمتن كتاب الإقناع للحجاوي. وقد عُدَّ لأهميته من أحسن ما أُلِّف في مذهب الحنابلة وأوسعها وأشملها في المسائل والفروع حتى عُد بحق الجامع لفقه المذهب. قال ابن بدران في كلامه عن الكتاب: "وقد شرح كتابه الإقناع الشيخ منصور البهوتي شرحا مفيدا". ومن ثم كان أحد المراجع الرئيسة لقضاة السعودية في أحكامهم وأقضيتهم. لذا قامت وزراة العدل بالمملكة بطبع الكتاب مراعية فيه تخريج الأحاديث وتوثيق النقول من خلال لجان علمية متخصصة وكل إليها مقابلة الكتاب بالنسخ الأصلية وتصحيح الأخطاء الموجودة فيه، وإعادة الكلمات الساقطة منه إلى مواضعها، وحذف الكلمات والعبارات المكررة في المطبوعة. وفي إشارة من المصنف عن سبب تأليفه لشرحه يقول: "غير أنه -أي الإقناع- يحتاج إلى شرح يسفر عن وجوه مخدراته النقاب، ويبرز من خفِيّ مكنوناته بما وراء الحجاب". وقد ذكر الشيخ البهوتي في مقدمة كتابه أسلوبه في شرحه لكتاب الإقناع إذ مزج الإقناع بشرحه حتى صارا كالشيء الواحد، ثم إنه تتبع أصوله التي أخذ منها كالمقنع والمحرر والفروع والمستوعب وما تيسر له من شروحها وحواشيها كالشرح الكبير والمبدع والإنصاف وغيرها لاسيما شرح المنتهى والمبدع. وقد عزى بعض الأقوال لقائليها، وذكر ما أهمله صاحب الإقناع من القيود وغالب علل الأحكام وأدلتها. وبيَّن المعتمد من المواضع التي تعارض فيها كلامه وما خالف فيه المنتهى، وتعرض لذكر الخلاف فيها. أما عن المحتوى في هذه الطبعة فانقسم في خمسة عشر مجلدا؛ جاء في المجلد الأول كتاب الطهارة، وفي المجلد الثاني كتاب الصلاة وصفتها، وفي المجلد الثالث استكمال لكتاب الصلاة، وفي المجلد الرابع الجنائز والزكاة، وفي المجلد الخامس تكملة الزكاة، وفي المجلد السادس الحج، وفي المجلد السابع الجهاد والبيوع، وفي المجلد الثامن تتمة البيوع والشركة، وفي المجلد التاسع باب المساقاة وباب اللقيط، وفي المجلد العاشر باب الوقف والفرائض، وفي المجلد الحادي عشر العتق والصداق، وفي المجلد الثاني عشر الوليمة واللعان وفي المجلد الثالث عشر العُدد والديات، وفي المجلد الرابع عشر الحدود والأيمان وكفاراتها، وفي المجلد الخامس عشر القضاء والفتيا والإقرار. وقد طُبع كشاف القناع عدة طبعات؛ منها: طبعة في بيروت، وطبعتان في مصر، وثلاث طبعات في السعودية آخرها هي طبعة وزارة العدل التي امتازت على ما قبلها بالتخريج والتوثيق والتصحيح والاستدراك.