هو الأستاذ الدكتور محمد بن عبد الله دراز العالم الأزهري الفقيه، الأديب، من هيئة كبار العلماء بالأزهر. وُلد في قرية محلة دياي بمحافظة كفر الشيخ سنة ١٣١٢هـ، وقد نشأ في بيت علم وصلاح، فوالده الشيخ عبد اللّه دراز، شيخ علماء دمياط. حفظ القرآن الكريم وهو في العاشرة، كما عُرِف من صغره بالفطنة والذكاء والتفوق. انتقل إلى الإسكندرية في أوائل سنة ١٩٠٥م، والتحق بالمعهد الديني فيها، وحاز الشهادة الثانوية فيها سنة ١٩١٢م. ثم حصل على شهادة العالمية النظامية سنة ١٩١٦م. عُين مدرسا عقب تخرجه بمعهد الإسكندرية الديني، ودرس الفرنسية في المدارس الليلية، حتى كان أول الناجحين في شهادة القسم العالي منها سنة ١٩١٩م، وبعد ذلك اختير للتدريس بالقسم العربي بالأزهر الشريف سنة ١٩٢٨م، ثم بقسم التخصص سنة ١٩٢٩م، ثم بالكليات الأزهرية سنة ١٩٣٠م، ثم في قسم التخصص بها. كما صنف كتاب (المختار) عند تدريسه مادتي التفسير والحديث بكلية أصول الدين، وبدأ كتابة بحوث في القرآن الكريم، فبدأ بالتفسير وهي بدايات (النبأ العظيم). قام بأداء فريضة الحج سنة ١٣٥٥هـ واختير مبعوثا من الجامعة الأزهرية إلى فرنسا للالتحاق بجامعة السوربون بباريس، وحصل على شهادة الليسانس من السوربون سنة ١٩٤٠م. استغرق المؤلف ست سنوات في تحضير رسالة الدكتوراه باللغة الفرنسية وتألفت من دراستين هما (المدخل إلى القرآن) و(دستور الأخلاق في القرآن)، ونوقشت الرسالة أمام لجنة من كبار المستشرقين ومنهم: ماسينيون وليفي بروفنسال وغيرهما. ومُنح المؤلف شهادة الدكتوراه بمرتبة الشرف العليا في١٩٤٧م. وعندما عاد إلى مصر انتُدِب لتدريس علم تاريخ الأديان بجامعة القاهرة، ثم حصل على عضوية جماعة كبار علماء الأزهر في مصر سنة ١٩٤٩م. ونُدِب لتدريس التفسير بكلية دار العلوم، واللغة العربية بالأزهر، وتدريس فلسفة الأخلاق في قسم التخصص بجامعة الأزهر، واختير عضوا في اللجنة العليا لسياسة التعليم، وفي المجلس الأعلى للإذاعة، وكذلك في اللجنة الاستشارية للثقافة بالأزهر، إلى جانب اختياره في المؤتمرات الدولية والعلمية ممثلا لمصر والأزهر. ومن أبرز مؤلفاته: النبأ العظيم، نظرات جديدة في القرآن، الدين، بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان، دستور الأخلاق في القرآن (بالفرنسية ومترجم إلى العربية)، من خلق القرآن، المختار من كنوز السنة النبوية: شرح أربعين حديثا في أصول الدين، ونظرات في الإسلام، وأصل الِإسلام، وغيرها. والشيخ صاحب الشرح على الموافقات للشاطبي. تُوفي رحمه الله في باكستان أثناء حضوره المؤتمر الإسلامي في يناير سنة ١٩٥٨م، ففقد العالم الِإسلامي بوفاته مثلاً للعالِم الأزهري، الغيور على دينه، المحافظ على كرامته، الداعي إلى ربه بالحكمة والموعظة الحسنة.