هذا الكتاب القيم هو أسرار التكرار في القرآن المسمى بالبرهان في توجيه المتشابه من القرآن لما فيه من الحجة والبيان. ألفه العلامة برهان الدين محمود بن حمزة بن نصر الكرماني. ويعتبر الكتاب أجمع وأضبط كتاب في متشابه القرآن، على الرغم مما سبق من كتب ثلاثة لم يكن لها مثل ما لهذا الكتاب من نصيب أوفى وحظ أكمل من التسديد والتمكين في بلوغ غاية الأمر المنشود. ووصف المؤلف كتابه في مقدمته فقال: "فإن هذا كتاب أذكر فيه الآيات المتشابهات التي تكررت في القرآن الكريم، وألفاظها متفقة، ولكن وقع في بعضها زيادة أو نقصان، أو تقديم أو تأخير، أو إبدال حرف مكان حرف، أو غير ذلك مما يوجب اختلاف الآيتين أو الآيات التي تكررت، وأبين السبب في تكرارها، والفائدة في إعادتها، وما الموجب للزيادة والنقصان، والتقديم والتأخير والإبدال، وما الحكمة في تخصيص الآية بذلك دون الآية الأخرى، وهل كان يصلح ما في هذه السورة مكان ما في السورة التي تشاكلها أم لا؟ ليجري ذلك مجرى علامات تزيل إشكالها، وتمتاز بها عن أشكالها، من غير أن أشتغل بتفسيرها وتأويلها". والكتاب في الأصل بعد المقدمة، يبين المتشابهات في كل سورة من سور القرآن على نفس ترتيب المصحف، إلا أن المحقق عبد القادر أحمد عطا قد ضمن عدة فصول تمهيدية بعد المقدمة التي تكلم فيها عن القرآن والكتب السماوية، تدور حول الدراسات القرآنية وأهميتها، وتعريف بالمؤلف وأسلوبه في الكتابة وكتاباته، ثم قيمة الكتاب وأهميته، والمنهج الذي سار عليه المؤلف، ثم منهج المحقق في التحقيق، ثم دراسة في الإعجاز القرآني، وأخيرا مبحث بعنوان العنصر العالمي في إعجاز القرآن الكريم. والمؤلف يذكر الآية التي فيها تشابه مع الآية الأخرى، ثم يذكر وجه التشابه، ويدلل لذلك بالقرآن أو بالحديث أو بكلام العرب، وهكذا إلى آخر القرآن، ويسير في ذلك على ترتيب المصحف آية وسورة. أما منهج المحقق في تحقيقه، فقد قام بنسخ النسخة الأم من مخطوطات الكتاب الأصلية، واستعان بالثانية وقام بإثبات الفروق. كما قام بمراجعة جميع الآيات القرآنية الواردة، وأرجع المسائل لأصولها، وتخريج الأحاديث، والتعريف بالأعلام الواردة في الكتاب وما إلى ذلك. كما قام بإضافة الفهارس، وترقيم الآيات التي تعرض لها المؤلف حتى يسهل الرجوع إليها. ومن أشهر الكتب التي سبقت هذا الكتاب حول نفس الموضوع: كتاب درة التنزيل للرازي، وكتاب درة التنزيل وغرة التأويل للإسكافي، وكتاب القاضي عبد الجبار المعتزلي.