هذا الكتاب القيم هو شرح لمنظومة مراقي السعود لمبتغي الرقي والصعود، التي ألفها الفقيه الأصولي سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم العلوي، وقد سميت أيضا (بنثر الورود). وهي منظومة في علم أصول الفقه على مذهب الإمام مالك، نظم فيها (جمع الجوامع) لتاج الدين السبكي الشافعي. ولم يضع العلامة محمد أمين الشنقيطي لهذا الكتاب اسما محددا حيث أن الشيخ لم يقصد إلى تأليفه قصدا، وإنما كان إملاء أو تقييدا لأحد أقارب الشيخ من طلبة العلم، ولذلك فقد وضع له تلميذه اسما علميا مسجوعا وهو (ورود الخدود على مراقي السعود)، وآخر سماه الدكتور محمد ولد سيدي ولد حبيب (نثر الورود على مراقي السعود) وطبعه بهذا الاسم. والعلامة محمد أمين الشنقيطي هو الفقيه المالكي والعالم المشهور، الموريتاني الأصل، وأول المدرسين بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. وقد دفعه إلى تأليف الكتاب رغم ضيق وقته في تلك الفترة سؤال أحد تلاميذه عليه لشرح المنظومة، وقام بتدوينها وإخراجها في هذا الكتاب. والكتاب يتكون من فصول تندرج تحتها مباحث ومسائل، فلم يُقسم الكتاب إلى أبواب، وإنما إلى وحدات موضوعية على حسب شرح الشيخ للمنظومة، وحسب ما تتضمنه الأبيات من المباحث والموضوعات. وفي المجمل، الشرح يتكون من مجلدين، ويبدأ الشيخ بشرح الحكم الشرعي ومباحثه من ألفاظه ومعانيها وحد التكليف، والأمر والنهي؛ وعالم؛ والتخصيص وأنواعه؛ والمقيد؛ والبيان؛ والنسخ؛ وكتاب السنة، وكيفية رواية صحابي وغير ذلك من مباحثه؛ ثم الإجماع؛ ثم القياس؛ ثم الاستدلال؛ وصولا إلى كتاب الاجتهاد ومباحثه؛ ثم الخاتمة. وقد سار الشيخ في شرحه على طريقة الاختصار في عرض المسائل وحكاية الأقوال والخلاف والاستدلال، كما التزم الشيخ بذكر المسائل المذكورة في النظم، ولم يزد عليها إلا القليل مما تمس الحاجة إليه. كما اختار الشيخ العبارة السهلة الواضحة وابتعد عن كثير من البحوث المنطقية والكلامية المنتشرة في كتب الأصول المتأخرة في الشروح والحواشي. وكان يفصل المعنى الإجمالي للبيت، ثم يشرع في شرح المفردات الغريبة أو المصطلحات أو إعراب بعض الكلمات ونحو ذلك. كما كان يعزو المذاهب إلى أصحابها، ويهتم بذكر مذهب مالك تبعا للناظم في نظمه وشرحه، وكل ذلك باختصار يتناسب مع طبيعة الشرح.