هو محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني نسبة إلى يعقوب الجكني الشنقيطي والمعروف بـآبّ ولد أخطور، ولد بموريتانيا عام 1325 هـ، بمدينة تنبه، حيث نشأ يتيما فكفله أخواله وأحسنوا تربيته ومعاملته، فدرس في دارهم علوم القرآن الكريم والسيرة النبوية المباركة والأدب والتاريخ، فكان ذلك البيت مدرسته الأولى. ثم اتصل بعدد من علماء بلده فأخذ عنهم، ونال منهم الإجازات العلمية. عُرف عنه الذكاء واللباقة والاجتهاد والهيبة. اجتهد في طلب العلم فأصبح من علماء موريتانيا، وتولى القضاء في بلده فكان موضع ثقة حكامها ومحكوميها، وفي عام 1365هـ قدم إلى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج، فأهدى الملك عبدالعزيز آل سعود إليه الجنسية السعودية، وقد تولى التدريس في دار العلوم بالمدينة المنورة عام 1369هـ، ثم انتقل إلى الرياض للتدريس في المعهد العلمي وكليتي الشريعة واللغة العربية، ثم عمل عضوا في المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، وكان من أوائل المدرسين في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة سنة 1381هـ، ثم عُيِّن عضوا في مجلس الجامعة، كما عين عضوا في مجلس التأسيس لرابطة العالم الإسلامي، وعضوا في هيئة كبار العلماء. ومن مشايخه: الشيخ محمد بن صالح، والشيخ أحمد الأفرم بن محمد المختار الجكني، والشيخ محمد بن النعمة بن زيدان، والشيخ أحمد بن عمر، والشيخ أحمد فال بن آدو الجكني، والشيخ أحمد بن مود الجكني.وللشيخ تلاميذ كثيرون في بلاده وفي المسجد النبوي والرياض وصعب إحصاؤهم، منهم على سبيل المثال: الشيخ عبد العزيز بن باز درس عليه في المنطق، والشيخ عطية محمد سالم، والشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي، والشيخ حماد الأنصاري، والشيخ سعد بن محمد الشقيران مفتي في القويعية وإمام وخطيب جامعها القديم، والشيخ عبد الرحمن بن عبودة. ودرس على يده في المعهد العلمي مثل الشيخ محمد صالح بن عثيمين والشيخ عبد الرحمن البراك، والشيخ بكر أبو زيد، وغيرهم الكثير الذين درسوا عليه في الجامعة والمعهد ودروسه في أنحاء السعودية.ويقول عنه أحد طُلّابه وهو الشيخ عبد الله أحمد قادري: "" كان قوي العاطفة، يتفاعل مع الآيات، ويظهر لمن يراه ويسمعه أنه يفسر ويتفكر ويتعجب ويخاف ويحزن ويُسر، بحسب ما في الآيات من المعاني"".""كان يُحرك يديه ويتحرك وهو على مقعده بدون شعور من شدة تفاعله مع معاني الآيات، فكان مقعده يزحف حتى يصل إلى المقعد الذي يقابله من مقاعد الطلاب".""وكان يدخل قاعة الدرس وهو مريض لا يكاد يستطيع الكلام من وجع حلقه، ولكنه بعد قليل من بدء المحاضرة ينطلق بصوته وينسى أنه مريض لشدة تفاعله مع المعاني التي يلقيها"".يقول ابنه عبد الله بن محمد الأمين الشنقيطي: كان والدي ينهانا عن أكل الحوامض، لأن لها أثراً في الحفظ.ومن أهم مؤلفاته: أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، ودفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب، ومنع جواز المجاز في المنزل للتعبد والإعجاز، والأسماء والصفات نقلا وعقلا، ونظم في الفرائض، ومذكرة أصول الفقه على روضة الناظر، والمعلقات العشر وأخبار شعرائها.توفي بمكة بعد أدائه لفريضة الحج سنة 1393 هـ، وصلي عليه بالمسجد الحرام، ودُفن بمقبرة المعلاة بمكة. وصُلي عليه صلاة الغائب بالمسجد النبوي الشريف، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.