سبل السلام الموصلة إلى بلوغ المرام
الصنعاني
سبل السلام الموصلة إلى بلوغ المرام
نبذة عن الكتاب

هذا الكتاب هو شرح متوسط لكتاب "بلوغ المرام من أدلة الأحكام" لان حجر العسقلاني. وقد جمع فيه معظم الأحاديث التي استنبط منها الفقهاء الأحكام الفقهية مبينا عقب كل حديث من خرجه من الأئمة، موضحا درجة الحديث ورتبه على أبواب الفقه. وله عدة شروح منها شرح العلامة شرف الدين الحسين بن محمد المغربي الذي سماه، البدر التمام في شرح بلوغ المرام. وهو أصل "سبل السلام" حيث اختصره الصنعاني واقتصر منه على ما يُحتاج إليه وأضاف إليه فوائد لا توجد في "البدر التمام". ويهدف هذا الكتاب إلى اختيار الأصح والأقوى دليلا مما جمعه ابن حجر من أحاديث الأحكام؛ فالمؤلف أورد من الأحاديث أصحها وأقواها دليلا، وأختصر الطوال اختصارا بديعا، واهتم ببيان درجة كل حديث من الصحة والحسن والضعف، مع الإشارة إلى كثير من العلل، فاستحق هذا الكتاب لقب قاموس السنة. وتبرز أهميته أيضا في كونه أفضل من "البدر التمام" فصارت العناية به أكثر. وهو شرح متين؛ حيث إنه على طريقة أهل العلم في التصنيف وانتقاء العبارات، فينبغي أن يعتني به طالب العلم لتجرد مؤلفه، ودورانه مع السنة، فيرجح ما يترجح له من خلال الدليل. أما عن أسلوب الكتابة فإن المصنف يذكر ترجمة مختصرة للراوي الأعلى للحديث؛ ثم يبين مفردات الحديث مبينا وضابطا للألفاظ ضبطا لغويا؛ ثم يذكر الفوائد الفقهية في الحديث؛ ثم يبين طرفا من تراجم من أخرج الحديث؛ ومبينا درجة الحديث من الصحة أو الضعف. وبذلك يكون الكتاب حاويا لجملة كبيرة من الفوائد في الفقه والحديث وتراجم الصحابة الكرام؛ ومصطلح الحديث؛ واللغة العربية؛ مع الاختصار غير المخل؛ مبتعدا عن التطويل الممل. وإذا قال الصنعاني في السبل: " قال الشارح"، فالشارح هو القاضي الحسين بن محمد المغربي، صاحب "البدر التمام". وقد اختصره الشيخ فيصل بن مبارك -رحمه الله- في مجلد لطيف. وطبعات السبل كثيرة، أشهرها ثلاث: طبعة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، هذه طبعة طيبة وصحيحة في الجملة لكنها تخلو من التخريج والعزو، وهي بحاجة إلى شيء من التعليق الذي يحتاج إليه طالب العلم. والطبعة الثانية طبعة الشيخ طارق عوض الله طيبة لا بأس بها، لكن التعليق عليها قليل. والشيخ طارق من أهل العناية وأهل التجويد، وأهل التحري في التحقيق، لكنه لا سيما في (سبل السلام) في طبعته أخطاء، فلعله مع كثرة أعماله العلمية، وكل متابعةَ العمل في هذا الكتاب إلى غيره، وإلا فالمعروف عنه أنه من أهل التحري والتثبت. والطبعة الثالثة: طبعة محمد صبحي حلاق، وعليها تعليقات وتخاريج مطولة، والتعليق فيها أكثر من غيرها من الطبعات، فهي أفضل الطبعات من حيث الخدمة والتعليق والتوثيق، وهي طيبة إلا أن فيها بعض الأخطاء. ومما يؤخذ على الكتاب أن مصنفه قد ملأه بأقوال بعض الطوائف المبتدعة من أجل أن يروج الكتاب، ولو ترك النقل عن هذه المذاهب، وهو في بلد غالب سكانه من الزيدية، ما راج الكتاب.