تفسير القرآن العظيم
ابن كثير
تفسير القرآن العظيم
نبذة عن الكتاب

من الكتب الأساسية في التفسير، يصلح لطالب العلم المتوسط والمنتهي. وقد جمع فيه مؤلفه جمعا بديعا وأضاف إضافتين مهمتين في التفسير يكاد يكون أول من تميز بها: الإضافة الأولى هي تفسير القرآن بالقرآن، وهذا المنهج كان موجودا قبل الإمام ابن كثير ولكنه هو قد أعطاه المزيد من العناية، لذلك لا يكاد يتفوق عليه إلا كتاب أضواء البيان للشيخ محمد الأمين الشنقيطي من المتأخرين لأنه ركز على هذه المسألة بعينها. أما الإضافة الثانية التي أضافها الإمام ابن كثير فهي تفسير القرآن بالسنة، وهذا هو الذي قد يستثقله الكثير من القراء لكون المصنف قد ذكر الأسانيد وتكلم على بعضها تصحيحا وتضعيفا وتحسينا إلى غير ذلك، وكان بإمكانه الاستغناء عنها لكونها محفوظة في الكتب المدونة. لذلك فإن غالب مختصرات ابن كثير كان السبب الأول فيها هو حذف الأسانيد بل إن بعضها قد اقتصر على بعض الأقوال في التفسير ظنا أنها القول الأصح. وبجانب عنايته بتفسير القرآن بالقرآن والسنة فقد تميز هذا التفسير بعنايته بأقوال السلف، كما أنه لم يستطرد في الإسرائيليات. وجاء عرض التفسير بلغة سهلة وبعبارة جزلة وبأسلوب مختصر. وكون المصنف من أعلام أهل السنة فقد سلك في آيات الصفات مسلك الحق والصواب بخلاف كثير من المفسرين. ويبين ابن كثير منهجه في مقدمته التي تعد عمدة في أصول التفسير فيقول: "إن أصح الطرق في ذلك أن يفسر القرآن بالقرآن، فما أجمل في مكان فإنه قد فسر في موضع آخر، فإن أعياك ذلك فعليك بالسنة فإنها شارحة للقرآن وموضحة له... وحينئذ، إذا لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنة، رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة، فإنهم أدرى بذلك، لما شاهدوا من القرائن والأحوال التي اختصوا بها، ولما لهم من الفهم التام، والعلم الصحيح، والعمل الصالح، لا سيما علماؤهم وكبراؤهم، كالأئمة الأربعة والخلفاء الراشدين، والأئمة المهديين، وعبد الله بن مسعود، رضي الله عنه... فإذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة ولا وجدته عن الصحابة، فقد رجع كثير من الأئمة في ذلك إلى أقوال التابعين، كمجاهد بن جبر فإنه كان آية في التفسير...، ولهذا كان سفيان الثوري يقول: إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به". وصدق السيوطي إذ يقول عنه: قال السيوطي رحمه الله: "لَهُ التَّفْسِير الَّذِي لم يؤلف على نمطه مثله". وقد كان لابن كثير في تفسيره منهج قويم في الترجيح عند الآيات التي اختلف فيها المفسرون، فهو يقف مع هذه الأقوال وقفة دراسة متأنية ثم ينتقي أقواها معتمدا في ذلك على الأدلة الثابتة والقواعد الراسخة.