يستكمل الدارس في المستوى الثاني في منهج دراسة التاريخ مرحلته التأسيسية، فيبني على المساقات التي شرع فيها ويضيف إليها.
ففي دراسته لصدر التاريخ الإسلامي، يرجع الدارس - عودا على بدء - إلى مسيرة الأنبياء التي ختمت بمحمد ﷺ، فيُلم بقصص الأنبياء وفقا للرواية الصحيحة، قارنا دراسته باستلهام الفوائد والعبر.
ويستكمل صحبة سيرة النبي ﷺ العطرة التي تُعد - كما قدمنا - حلقة الوصل بين الشرع والواقع؛ إذ تمثل للمسلمين مصدرا تشريعيا، وترسم لهم خطوط السياسة والحكم لدولة الإسلام الأولى، فيطالع الدارس ههنا خصائص دراسة السيرة النبوية، ويلم بأحداث العهد المدني بعد أن عُني في المستوى الأول بالعهد المكي، وفي هذا وذاك يمارس النظر في واقعنا المعاصر في ضوء السيرة النبوية.
وفي دراسته لدولة الخلافة الراشدة - الوارثة لدولة الإسلام في عصر النبوة - تقدم مواد منهج الدراسة في هذا المستوى فهما أعمق للأحداث والوقائع في عصر الخلافة الراشدة.
ويعرج دارسنا في هذا المستوى على صفحة من صفحات الدولة العباسية، وهي تلك المتعلقة بالحركة الطالبية التي قادها محمد النفس الزكية في مواجهة الدولة العباسية، فيفقه أهم الدروس والعبر المرتبطة بفقه التغيير في واقعنا المعاصر.
ويبتدئ الدارس في هذا المستوى دراسته للتاريخ الحديث والمعاصر بدراسة صفحات من تاريخ الدولة العثمانية، فيطالع الخطوط العريضة لقيام هذه الدولة ودورها في نصرة الإسلام ورفع رايته في مواجهة ممالك الكفر في آسيا وأوروبا، وعوامل الضعف التي عملت فيها من داخلها وخارجها حتى قدر الله سقوطها.
وبذلك يكون الدارس الدارس بحظ من فقه التاريخ الحديث والمعاصر جنبا إلى جنب مع بدء دراسة تاريخ صدر الإسلام وتاريخ آخر ممالكه، ويعزز من دراسته لفقه الواقع إبان دراسته للسيرة النبوية، فيتناول ما يرسم من خلاله صورة متكاملة للواقع الذي يعيشه العالم اليوم وموقع المسلمين منه، يبتدئ معه التعرف على أهم التيارات الفكرية الوافدة على المسلمين في الواقع المعاصر. ويدعم ذلك بدراسة لتاريخ الأمريكتين يتعرف من خلالها على أهم سماته التي بدأت معه ونلمس امتدادها في هذه الأمة الآن.
ويبني الدارس على ما حصله من أصول المنهج وقواعده فيتعرف على عوامل قيام الدول وسقوطها، ويشرع كذلك في معرفة أهم قواعد فقه الواقع وأصول دراسته.
ويقدم هذا المستوى مدخلا لدراسة الثقافة الإسلامية، يتعرف الدارس من خلاله على مقومات الثقافة الإسلامية بعامة ثم خصائص الإسلام والعقيدة الإسلامية بخاصة، وأهم الانحرافات والتحديات التي تواجهها.
كما يقدم هذا المستوى لدارسه مقارنة للفكر الحركي بين مختلف التيارات الإسلامية في واقعنا.
ثم يرجى للدارس - كما نوهنا - أن يزداد حبا للنبي ﷺ من خلال مطالعة سيرته وشمائله، وأن يستبصر في مواطن الهدى والاقتداء في سيرته العطرة، وأن يفخر بمواطن العزة في الدولة العثمانية ويستشعر حجم الحقد والكيد الذي واجهته ودوافعه الخبيثة، ويمتلك أسس التفسير والتحليل لأحداث واقعنا المعاصر التي تلم بالمسلمين، ثم أن يتقدم في ممارسة الدعوة إلى الله وفقا للمنهج النبوي في الدعوة؛ محققا للشمول والتوازن بين العلم والعمل.
وبهذا يكون الدارس قد أتم مرحلة التأسيس في دراسة التاريخ الإسلامي.
وبإتمام هذا المستوى، يتوقع من الدارس أن:
- يتعرف على خصائص دراسة السيرة النبوية.
- يلم بأحداث العهد المدني من السيرة النبوية.
- يستبصر في مواطن الهدى والاقتداء في سيرة النبي ﷺ.
- يزداد حبا للنبي ﷺ من خلال مطالعة سيرته وشمائله.
- يتقدم في ممارسة الدعوة إلى الله وفقا للمنهج النبوي في الدعوة.
- يمارس النظر في واقعنا المعاصر تحت أضواء السيرة النبوية.
- يتعرف على عوامل قيام الدول وسقوطها.
- يلم بقصص الأنبياء وفقا للرواية الصحيحة مقرونا بالفوائد والعبر.
- يفهم بعمق الأحداث والوقائع في عصر الخلافة الراشدة.
- يفقه أهم الدروس والعبر المرتبطة بفقه التغيير في الواقع المعاصر.
- يلم بالخطوط العريضة لقيام الدولة العثمانية وعوامل قوتها وضعفها.
- يعي السمات المميزة لتاريخ الأمريكتين وانعاكسها في واقعهم.
- يتعرف على أهم قواعد فقه الواقع وأصول دراسته.
- يتعرف على مقومات الثقافة الإسلامية وخصائص الإسلام والعقيدة الإسلامية وأهم الانحرافات والتحديات.
- يقارن بين الفكر الحركي للتيارات الإسلامية.